![]() |
سوق الأكل المستعمل في العتبة |
تحقيق: إيمان صلاح - منة الله محمود
يعتمد سوق الأكل
المستعمل على بيع المواد الغذائية المستهلكة أو منتهية الصلاحية، والتي تشمل بواقي
المواد الغذائية للمطاعم، والمقاهي، وحتى المتاجر، وعربات الطعام المتنقلة، ويعتبر
هذا النوع من الطعام مغريًا لبعض الأشخاص بسبب سعره المنخفض، ولكن لا يمكن تجاهل
عواقبه الصحية، ولا يزال سوق الأغذية المستعملة ظاهرة منتشرة على نطاق واسع في
العديد من المجتمعات، مما يعرض المستهلكين لمخاطر صحية عديدة.
حيث إن الأغذية
المستعملة يمكن أن تكون ملوثة بالبكتيريا الضارة والفيروسات والسموم ويمكن أن تسبب
مشاكل صحية خطيرة مثل التسمم الغذائي والأمراض المعدية بالإضافة إلى مشاكل في
الجهاز الهضمي والأمعاء، وقد يؤدي إلى الوفاة.
انتشار أسواق الأكل
المستعمل
توجد عدة أسباب
لانتشار سوق الأكل المستعمل:
أولا الحد من الهدر الغذائي، يعد سوق
الأكل المستعمل واستخدام بواقي الطعام فرصة للحد من الهدر الغذائي، ففي العديد من
المطاعم والفنادق والمحلات التجارية، يتم التخلص من كميات كبيرة من الطعام يوميًا
بسبب تجاوز تواريخ الصلاحية أو تخزين كميات زائدة بدلاً من التخلص منها، يمكن بيع
هذه الأطعمة بأسعار منخفضة للأفراد الذين يبحثون عن فرصة للحصول على طعام بأسعار
معقولة.
ثانيًا التوفير، حيث يعتبر شراء الأطعمة من سوق
الأكل المستعمل فرصة للحصول على الطعام بتكلفة أقل، قد يكون لدى الأفراد محدودين
الدخل فرصة لشراء المنتجات الغذائية بأسعار مخفضة.
ثالثًا الاستدامة البيئية، حيث يساهم سوق الأكل
المستعمل في تعزيز الاستدامة البيئية عندما يتم بيع الأطعمة المهترئة بدلاً من
التخلص منها، فيتم تقليل كمية النفايات الغذائية التي تنتهي في المكبات الصحية، وهذا
يقلل من التأثير البيئي للنفايات ويحسن استغلال الموارد الغذائية.
وزارة
الشباب والرياضة تطلق مبادرة "فنون تنموية" بالتعاون مع منظمة الأمم
المتحدة للطفولة – يونيسيف
حلقة وصل من داخل سوق الأكل المستعمل
ذهبنا إلى إحدى أسواق الطعام المستعملة بمنطقة العتبة وصادفنا بعض
المشتريين، وكانت آرائهم:
قال رجب غانم، "المفروض بواقي الأكل تُعدم عشان هي غلط على المواطن وهتسببله أمراض وأحنا في الآخر بنقعد نعاني والدولة تقعد تصرف على الصحة ودا بيقلل من موارد الدولة"
قال أيمن محمد، "للأسف المواطن بيشتري الأكل المستعمل بسبب الأسعار، يعني أنا كواحد
لو قدامي لحمة ب١٩٠ جنية ولحمة ب٩٠ جنيه هشتري لحمة ام ٩٠جنيه"
وقالت أم سعاد، "زوجي متوفى وعندي بنتين بحاول اوفر احتياجاتهم على قد ما بقدر لأن
المعاش مش بيكفينا ف بنزل سوق الجمعة وسوق المرج وسوق الثلاث اجيب طلبات بسعر أقل
من السعر المعتاد بشوف الصلاحية لو انتهت من فترة قليلة باخدها زي اللانشون والجبن
والتونة مش بروح اشترى على طول لازم اتأكد الأول إذا كانت نضيفه ولا لا لأنها
بتكون مكشوفة ومعرضة للتراب ودة هيسبب أمراض لأولادي ف بحاول على قد ما أقدر احافظ
على صحتهم وفي نفس الوقت اوفرلهم طلباتهم بسعر قليل وبحاول اجبلهم اللي نفسهم فيه"
ثم تواصلنا مع أحد البائعين هناك يسمى أ.ص وقد تظاهر أمامنا بأنه لم يعلم شيء عن سوق الطعام المستعمل قائلًا بسخرية"حد الله بيني وبين الحاجات دي أحنا بنبيعها بس للحيوانات" وأشار أنه يعمل منذ ٢٥ سنة ولم يسمع عن سوق الأكل المستعمل.
سياسات المطاعم في التخلص من بواقي الأكل
وهناك سياسات
وإدارة خاصة لكل مطعم، أو فندق، أو مصنع غذائي في التخلص من بواقي الأكل فهناك
أماكن تسمح للعاملين بأخذ بواقي الأكل لهم، وهناك بعض الأشخاص تأخد بواقي الأكل
وتبيعها، ولكن دون علم جهة العمل الذي يعمل بيها، وهناك أماكن أخرى تقوم بإعدام
بواقي الأكل المستعمل، وهناك مطاعم تقوم بتخزين باقي الأكل في الثلاجات والمبردات
لليوم التالي ويقومون بتحسن الأكل ليشبه الطازج.
بواقي الطعام المستعمل خطر يهدد صحة المواطن
أوضحت خلود
محمود، قسم باطنة عامة بكلية طب بشري جامعة عين شمس، اختلاف تعرض الأشخاص للأمراض
الذين يتناولون من سوق الطعام المستعمل فقد يتعرض البعض الى مرض فيروس ،A والبعض الآخر يتعرض إلى نزلة معويه أو حالة
تسمم، ويمكن أن يتعرض الشخص على المدى البعيد إلى السرطان وأمراض القلب.
وأضافت محمود، أن بقايا الأكل تهدد صحة المواطنين وكثيراً منهم يلجؤون إلى الشراء من أسواق الطعام الشعبية المستعملة؛ بسبب ارتفاع أسعار السلع ورغم تحذير الصحة منه مع ذلك فإن الأكل المستعمل هو طموح المواطن البسيط من أن يحصل على وجبة طعام له ولأولاده، ولكن سيتعرضون لمشاكل وأضرار صحية خصوصًا مع طريقه عرض الأطعمة في السوق "ممكن تلاقي طشت كبير في رز على عيش على لحمه على هياكل الفراخ وبواقي الجاتوهات ويقولك ده لسه جاي من المصانع والفنادق فبالتالي المواطن بيشتريه".
إعلان وظيفي لشركة حلواني إخوان: محاسب تكاليف في مقر الشركة بالعاشر من رمضان
تأثير سوق الأكل المستعمل على اقتصاد الدولة
أكد الخبير الاقتصادي
أن هناك تأثيرًا كبيرًا من انتشار تلك الأماكن غير الآمنة على أداء الاقتصاد
المصري بالأخص على المنتجات والسلع المحلية؛ بسبب رخصها وانتشارها واتجاه العديد
من المواطنين لشراء تلك المنتجات والعزوف عن المنتجات الجيدة خاصة اللحوم
والدواجن، وبالتالي تعطي عدم ثقة في المنتج المحلي وفقدان قيمته مما يؤدي إلى
خسائر فادحة بسبب عدم الإقبال على المنتجات السليمة للحفاظ على الصحة العامة.
موضحاً "أرى
مع استمرار تداعيات أزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية، سيكون هناك إقبال واستهلاك
كبير من قبل المواطنين على شراء السلع السيئة وشراء الأكل من تلك الأماكن بسبب رخص
أسعارها، بالتالي سيكون هناك ركود تام على المنتجات والسلع المحلية السليمة بسبب
ارتفاع أسعارها، أيضاً مدى تأثير ذلك على العديد من المؤشرات الاقتصادية؛ بسبب
انعدام حركة البيع مما يؤدي إلى فقدان العديد من الوظائف لدى شركات المنتجات
الغذائية بسبب العزوف عنها مما تزيد من ارتفاع معدلات البطالة والفقر".
اقرأ أيضًا: المدارس الدولية تمحو الهوية المصرية لدى أبناءنا.. والفكر الاستعماري يسيطر على المناهج الدراسية
دور الرقابة على
أسواق الأكل المستعمل
أكد خضر، أن دور
الرقابة على الأسواق هو ضمان سلامة المنتجات، حماية المستهلكين، مراقبة
جودة المنتجات، التحقق من التسميات والمعلومات الغذائية، وفحص المنتجات للتأكد من
عدم وجود مواد ضارة أو ملوثة، كما تقوم الرقابة أيضًا بمتابعة الأسعار والتلاعب
بالأسواق لضمان عدم استغلال المستهلكين حيث يتم ذلك بواسطة بعض الأشخاص أو الشركات
غير الملتزمة بالقوانين والمعايير الصحية لأن يعد هذا النشاط غير قانوني وخطير،
حيث يمكن أن يتسبب في تلوث الأطعمة وتهديد صحة المستهلكين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
وصلنا رأيك