تحقيق: شهد خالد
يعد قسم الطوارئ أحد أهم الأقسام في مختلف المستشفيات،
لأنه يتعامل مع غالبية الحالات الخطرة، لذلك يتم اختيار كافة عناصره بأعلى كفاءة
ممكنة سواء أطباء أو ممرضون، وتُفرض عليه أقصى رقابة، ولكن قسم الاستقبال والطوارئ
لمعهد القلب بإمبابة قد أنحرف عن مساره وذلك ما سنوضحه من خلال استقصائنا.
تاريخ معهد القلب
تأسس معهد القلب عام ١٩٦٤، وافتتحه الأستاذ
الدكتور زكريا محيي الدين عام ١٩٦٦م في الذكرى الرابعة عشرة للثورة، وتولى إدارته
الأستاذ الدكتور حسونة سبع.
منذ افتتاح المعهد كان يعمل على تحقق أهدافه من خلق مجتمع صحي والعناية بصحة
الفرد لرفع المستوى الصحي لدى المواطنين المصريين.
يشتمل المعهد على عدة أقسام، مثل: قسم القسطرة وقسم
الجراحة والعيادة الخارجية، وأبرزهم قسم الاستقبال والطوارئ، دعونا نتعرف عليه:
قسم الاستقبال والطوارئ
وصف معهد القلب القومي بإمبابة عبر موقعه الرسمي، قسم
الاستقبال والطوارئ بأنه من أهم الأقسام بالمعهد لأنه مجهز لاستقبال الحالات
الحرجة لأمراض القلب، مثل الذبحة الصدرية / جلطات القلب / الصمامات الصناعية /
ارتشاح القلب والرئة / ارتفاع ضغط الدم، كما يتم عمل قسطرة ودعامات عاجلة للحالات
الطارئة التي تستدعي التدخل السريع، وذلك على مدار ٢٤ ساعة على فترات صباحية
ومسائية وليلية، ويتكون القسم من ١١ سرير ترياج / ٤ سرير رعاية مركزة / ٨ سرير
رعاية متوسطة، ومعمل الطوارئ، وصيدلية الطوارئ وبنك الدم.
وصرح المعهد، بأن قسم الاستقبال يستقبل حوالي ٩٠٠٠ حالة شهريًا، أي بمعدل ٣٠٠ حالة يوميًا، ويندرج المريض في قائمة حالات المرضى بالمعهد من خلال ملف خاص به، وذلك بعد تشخيص الطبيب وتحديد نوعية العلاج، ويتطلب ذلك إحضار البطاقة الشخصية.
حلقة وصل داخل معهد القلب بإمبابة
من خلال إجراء استقصاء في يوم الجمعة ٥ يناير ٢٠٢٤م،
تمكننا من التواصل مع حالة من حالات قسم الاستقبال والطوارئ وهي، نادية علي، امرأة
متزوجة تبلغ من العمر ٥٢ عامًا، حالتها المرضية (رفرفة أذينية)، كانت تعاني من
ضربات قلب متسارعة وألم في منطقة الصدر وضيق في التنفس، وطالبنا مرافقتها.
غرفة الانتظار
عند دخولنا إلى قسم الطوارئ لم يسمح الممرضون سوى
بدخول مرافق واحد فقط، وأرشدنا إلى غرفة الانتظار والتي كانت مزدحمة وتزداد
ازدحامًا بمرور الوقت _مليئة بالضجيج والمشاجرات_ وكانت غرفة الكشف والمعاينة جزءًا
من تلك الغرفة.
وطالبنا أحد الممرضين بقطع تذكرة للكشف من شباك
التذاكر، الذي يقع على بعد ٦ أمتار من باب الطوارئ، كان تعامل موظف الشباك متعنتًا
وشديد البطء، أخذنا التذكرة ثم عدنا إلى غرفة الانتظار.
وأثناء انتظارنا تعرضت إحدى الحالات المرضية إلى
الإغماء نتيجة تدهور حالته بسبب الانتظار والزحام وذلك ما أوضحه طبيب غرفة الكشف
والمعاينة.
غرفة الكشف والمعاينة
كما ذكرنا سابقًا هي جزء من غرفة الانتظار ويقف
أمام باب غرفة الكشف والمعاينة، شخص يستلم التذاكر والذي تكونت أمامه دائرة
عشوائية من المرضى التي ترجو الدخول العاجل إلى الطبيب.
تسلم التذكرة وطالبنا بانتظار دخول ٧ حالات ، مرت
٣٠ دقيقة وعاودنا سؤاله عن وقت دخولنا إلى الكشف فطالبنا بانتظار ٧ حالات أخريين،
وحالة السيدة نادية في تدهور مستمر!!
![]() |
غرفة الانتظار بمعهد القلب القومي بإمبابة |
توجهت إلى الخارج لكي أقدم شكوى، فعرض أحد الممرض
أ.ح أن يحل مشكلتنا في مقابل مادي (خمسون جنيها) وطلب التذكرة ليتولى هو الأمر، ثم
أرشدنا إلى غرفة الرعاية المتوسطة وبعد ٥ دقائق دعا السيدة نادية لعمل رسم قلب.
غرفة الرعاية المتوسطة
دخلنا إلى غرفة الرعاية المتوسطة، تتكون من ٨
سرير، يحجب بينهم ستائر تحول لونها من الأبيض إلى اللون البني، وبجانب السرير جهاز
رسم القلب وبعض المخلفات الطبية.
![]() |
المخلفات بغرفة الرعاية المتوسطة |
بعد إجراء رسم القلب انتظرنا الطبيب ٢٠ دقيقة
أخرى لتحديد الحالة المرضية، وبعد إطلاع الطبيب على رسم القلب، أمر الممرض بحقن
السيدة نادية وتركيب جهاز لتحديد نبضات القلب، وبعد ١٥ دقيقة عاود الطبيب، قائلًا
" ممكن تكون رفرفة أذينية، بس عاوزة حبة إشاعات عشان نتأكد، ممكن تيجوا بكرا
تعملوها هنا" ثم كتب أسماء الأشعة المطلوبة ورقم هاتفه.
شهادات أخرى
قالت السيدة زينب، "مش بيدخلونا إلا لما
نراضيهم ب٢٠ أو ٥٠ جنيه وأنا على قد حالي".
أما السيدة نجية التي في انتظار دورها لإجراء رسم
قلب، قالت "والنبي يابنتي حتى الحمامات هنا مش عارفين ندخلها من قلة النضافة
ومفيهاش مايه"، وأكد حديثها السيد سلطان مضيفًا، "السراير اللي بيكشفولنا
عليها بردو مش نضيفة وبيغطونا بقماش مبقع"
![]() |
مراحيض المعهد
![]() |
مراحيض معهد القلب القومي بإمبابة |
ذهبنا لإلقاء نظرة للتأكد من صحة كلام المرضى حول
عدم أهلية المراحيض للاستخدام الآدمي، واتضح أنها ليست ادعاءات كاذبة، بل كانت المياه
مقطوعة عن المراحيض بالفعل، وأدوات التنظيف ملقاة على الأرض، وأقفال الأبواب
والحنفيات مكسورة.
دكتورة عزة حسين: " مصر أصبحت شبه خالية من فيروس الكبد سي"
اقرأ أيضًا: تعرف على أبرزتفاصيل التبرع بالدم.. فوائده، شروطه، أهميته
وصلنا رأيك